من عیون الشمس یطلعون... من وجه القمر... انهم جنوبیون... اللبنانیون کلهم الیوم ‏جنوبیون، یسمعون ویقرأون ویشاهدون الملاحم الجهادیة التی یکتبها «رجال الله» فی جبل عامل، ‏فی سجل لبنان. رجال یتحدثون بسواعدهم وبقلوبهم التی تحمی درع الوطن... من المؤکد ان ‏العدو الصهیونی وداعمیه ومن یغطی عدوانه، لم یکونوا على علم بمن یقاتلون.. أهم ‏‏«ملائکة»... ام «أشباح»؟ لا والله یقولها مقاوم شموس، نحن رجال وفتیة آمنوا وصدقوا ما ‏عاهدوا.‏
جبال جبل عامل باتت اکثر شموخاً أخالها تفاخر الشمس والشمس تتواضع امام قبضات اولئک ‏‏«الفتیة»... یرفض ابو حسن وهو یحمل بندقیته ویضعها على رکبتیه کل الاوصاف لیختصر ‏الحدیث بابتسامة مقاوم شامخ «مسیرتنا امتداد لکربلاء نستشهد فیها فی سبیل الله والوطن ‏والعرض والکرامة».‏
ویضیف «ابو حسن» «نهاجم الصهاینة کالخراف والمطلوب الیوم ایقاع اکبر وافدح الخسائر فی ‏صفوفهم وفی آلیاتهم». کنا فی السابق، یتدخل «جهاد»، نخرج للصید فی البراری لنصطاد الطیور، ‏الیوم یمکن لک ان تسمینا «صائدو الدبابات» بل اذکرها «صائدو المیرکافا»، هذا هو عملنا، ‏فأنا والحمد لله یقول جهاد اصطدت حتى الیوم ست دبابات وجرافة عسکریة وأردیت العدید من ‏جنود النخبة المحاربین والهاربین.‏ 

مجاهدوا حزب الله

یسألنی أحد المقاومین عن أخبار الأهل والمهجرین ومن تبقى من شهداء تحت الانقاض ویردد «إنا ‏لله وإنا الیه راجعون»، فی الحقیقة عندما رددها تذکرت ان الامام الحسین(ع) فی کربلاء عندما کان ‏یواجه اباء هؤلاء الصهاینة کان یردد «إنا لله وإنا الیه راجعون»، وهذا المقاوم هو ابن ‏الحسین...‏
الثلثاء والاربعاء یومان إضافیان من أیام «رجال الله» فالعدو المحبط فی معنویات جنوده ‏وتحدیداً النخبة بینهم فتح العدید من المحاور فی محاولة لتشتیت القوة.. هکذا ظن اودی آدم ‏قائد المنطقة الشمالیة ولکن کانت رمیش تنتظر تلک الوحدة الصهیونیة لتحرق دبابتین ‏وتوقع جنودها بین قتلى وجرحى... هنا ذکّرنی أحد المقاومین بقول الامام علی «لا تجهزوا على ‏جریح ولا تلحقوا بفار، فأجابه مقاوم آخر وهو یمازحه نحن لا نلحق بالفارین بل نطلق علیهم ‏الرصاص».‏

هزیمة قوات الإحتلال الإسرائیلی على تخوم مدینة بنت جبیل الجنوبیة على أیدی فوارس المقاومة الإسلامیة

میس الجبل، حولا، بنت جبیل، عیترون، مارون الراس، الطیبة، عدیسة وکفرکلا کلها محاور شهدت ‏اول من امس وامس مواجهات ضاریة وعنیفة، شاهد فیها المواطنون کیف یجری إحراق الدبابات ‏الکبیرة والصغیرة اضافة «لجیبات الهامر» والجرافات.‏
والله، یقسم أحد المقاومین اننی شاهدت جندیاً صهیونیاً یختبئ بجثة رفیقه ولما أصیب خلع نعلیه ‏او «الرنجر العسکری» وفرّ هارباً وراء صخرة انتظر ان تأتی قوة المساندة لتنتشله وظل ‏ساعات تحت مرمى «رجال الله»... وهکذا فی عیتا الشعب التی تبعد کیلومتراً عن مستوطنة شتولا ‏الصهیونیة لم تستطع الوحدات المیکانیکیة والمساندة للعدو من سحب أکثر من ثلاثین قتیلاً ‏وجریحاً من وسط المعرکة فی المنطقة اللبنانیة الفاصلة بین تلة الراهب وعیتا الشعب، رغم ‏التحلیق المروحی والقصف الحربی وظلت صواریخ المقاومین تفجر الدبابات وتحرقها ولو أُتیح ‏للإعلام ان یصوّر لرأى عشرات الدبابات المحترقة.‏

جنود من لواء غولانی ینقلون قتلاهم ویبکون فی جنوب لبنان

أحب المقاومون بعد دراسة وتخطیط ان یهاجموا وحدة قتالیة من لواء غولانی خلف الخطوط ‏فتشکلت مجموعة أحب الرجال ان یطلقوا علیها تسمیة مجموعة «نصرالله» واشترطوا على بعضهم ان ‏القتال سیکون حتى الموت «ممنوع ان یقع بیننا اسیر او جریح لا یمکن اعادته»، فقرأ الشباب ‏آیة قرآنیة، وعبروا الطریق الذی فتحته الدبابات الاسرائیلیة و«بنداء یا عباس» أطلقوا ‏صواریخهم المضادة للدبابات فأحرق کل مقاوم دبابة ثم أمطروا الجنود بقذائف الهاون من عیار ‏‏(60 ملم) واشتبکوا معهم... الحقیقة ان المجموعة تشکلت من أربعة مقاومین لا أکثر. الجنود ‏الصهاینة احتموا بالدبابات الأخرى او انبطحوا أرضاً ولم یطلق أی واحد منهم رصاصة واحدة ‏إلا بعد انسحاب المجموعة... مجموعة «نصرالله» تحت تغطیة من وحدة الإسناد الناری.‏

فوارس المقاومة

لا أعرف ماذا أروی عن «الفتیة» الرجال.. وأنا أعلم أن الجبال تتواضع لأقدامهم والمجد یخضع ‏لعنفوانهم... لکننی على یقین ان الامام الحسین یستقبل شهداءهم والعباس یلقی التحیة علیهم ‏بکفّیه...